امثال السيد المسيح في انجيل متي الجزء الأول
تحدث السيد المسيح كثيرا في الأناجيل الأربعة
" متي - مرقس - لوقا - يوحنا " بلغة الأمثال ، وقد قال لتلاميذه في احدي
المرات لماذا يتكلم بلغة الأمثال في عظاته . فتقدم التلاميذ و قالوا له لماذا
تكلمهم بأمثال فأجاب و قال لهم لأنه " قد اعطي لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت
السماوات و أما لأولئك فلم يعط " .
يتميز المثل
بأنه تصور واقعي يحكي هدف ويقرب المثل الصورة اكثر فاكثر ألي أذهاننا .
الجزء الأول من أمثال السيد المسيح في انجيل معلمنا متي البشير :
1- الزارع
وتفسيره : - ( مت 13 : 1 - 23 ) .
يقول
انجيل
معلمنا متي البشير " في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت و جلس عند البحر
فاجتمع أليه جموع كثيرة حتى انه دخل السفينة و جلس و الجمع كله وقف على
الشاطئ فكلمهم
كثيرا بأمثال قائلا هوذا الزارع قد خرج ليزرع و فيما هو يزرع سقط بعض على
الطريق
فجاءت الطيور و أكلته و سقط اخر على الأماكن المحجرة حيث لم تكن له تربة
كثيرة فنبت
حالا اذ لم يكن له عمق ارض و لكن لما أشرقت الشمس احترق و أذ لم يكن له اصل
جف و
سقط اخر على الشوك فطلع الشوك و خنقه و سقط اخر على الأرض الجيدة فاعطي
ثمرا بعض
مئة و اخر ستين و اخر ثلاثين من له أذنان للسمع فليسمع "
تفسير المثل
- الزارع هما
خدامنا الكلمة .
- البذور هي
كلمة الله .
- أنواع التربة
هما البشر .
أولا : الذين
سقطوا علي الطريق هما بشر يسمعون كلمة الله ولا يفهمونها فيأتي الشرير ويخطف الكلمة
من قلوبهم .
ثانيا : الذين
سقطوا علي الأماكن المحجرة حيث لم تكن لهم تربة ، هولاء ليس لهم اصل في ذاتهم وهما
يسمعون الكلمة بفرح ولكن عندما يحدث ضيق أو اضطهاد بسبب الكلمة فحالا يعثرون .
ثالثا : الذين
سقطوا علي الشوك و المزروع بين الشوك هو
الذي يسمع الكلمة و هم هذا العالم و غرور الغنى يخنقان الكلمة فيصير بلا ثمر .
رابعا : الذين
يسقطون علي الأرض الجيدة هولاء هما الذين يسمعون الكلمة ويقبلونها ويأتون بثمر
ثلاثين وستين ومئة .
2-
مثل القمح والزوان : - ( مت 13 : 24 - 30 ) .
يقول معلمنا
متي أن السيد المسيح قال هذا المثل لتلاميذه
"
قدم لهم
مثلا اخر قائلا يشبه ملكوت
السماوات أنسانا زرع زرعا جيدا في حقله و فيما الناس نيام جاء عدوه و زرع
زوانا في
وسط الحنطة و مضى فلما طلع النبات و صنع ثمرا حينئذ ظهر الزوان أيضا فجاء
عبيد رب
البيت و قالوا له يا سيد أليس زرعا جيدا زرعت في حقلك فمن أين له زوان فقال
لهم إنسان عدو فعل هذا فقال له العبيد أتريد أن نذهب و نجمعه فقال لا لئلا
تقلعوا
الحنطة مع الزوان و انتم تجمعونه دعوهما ينميان كلاهما معا إلى الحصاد و في
وقت
الحصاد أقول للحصادين اجمعوا أولا الزوان و احزموه حزما ليحرق و أما الحنطة
فاجمعوها إلى مخزني " .
في هذا المثل
يشبه السيد المسيح ملكوت السموات أيضا بالزرع
- الإنسان الذي
زرع هو الله .
- الزرع الجيد
هما بني البشر قبل السقوط .
- الحقل هو الأرض .
- والناس نياما أي في وقت غفلة البشر أسقطهم الشيطان بغواية الحية .
- العدو هو إبليس عدو الخير .
- الحنطة هما
البشر ويشير ألي الزرع الجيد أي البشر قبل السقوط .
- ألزوان هي الأفكار الشريرة التي يحاربنا بها العدو إبليس .
- العبيد هما
الملائكة .
- وقت الحصاد أي يوم القيامة والدينونة العامة عندما يأتي السيد المسيح في مجده علي السحاب .
- الحصادين هما
الملائكة الذين سيجمعون البشر من الجهات الأربعة .
- حرق ألزوان
يقصد بها دينونة الأشرار .
- الحنطة ألي
مخزني أي دينونة الأبرار وحياة الأبدية .
فسر السيد
المسيح مثل القمح والزوان لتلاميذه عندما أتوا ألي البيت حيث قال
"
حينئذ صرف يسوع الجموع و جاء إلى البيت
فتقدم أليه تلاميذه قائلين فسر لنا مثل زوان الحقل فأجاب و قال لهم الزارع
الزرع
الجيد هو ابن الإنسان والحقل هو العالم و الزرع الجيد هو بنو الملكوت و
ألزوان هو
بنو الشرير و العدو الذي زرعه هو إبليس و الحصاد هو انقضاء العالم و
الحصادون هم
الملائكة فكما يجمع ألزوان و يحرق بالنار هكذا يكون في انقضاء هذا العالم
يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر و فاعلي الإثم و
يطرحونهم في آتون
النار هناك يكون البكاء و صرير الأسنان
حينئذ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم من له أذنان للسمع فليسمع "
انتظرونا في الاجزاء القادمة من انجيل معلمنا متي البشير
صلوا من اجلي
التسميات :
ديني